أنشطة الحياة المدرسية
آليات تفعيل أنشطة الحياة المدرسية
هي مجموع البرامج التربوية التي تؤدي إلى إنجاز الأنشطة وفق مخططات عمل محددة لبلوغ نتائج منتظرة وذلك في إطار مشاريع متكاملة ومنسجمة لتفادي الموسمية والنخبوية والتشتت والارتجال.
1. على مستوى المؤسسة التعليمية
هناك عدة مستويات وأنواع للمشاريع الممكن إنجازها داخل المؤسسة التعليمية، مثل مشروع المؤسسة أو المشاريع التربوية الخاصة التي قد تنجز في إطار مشروع المؤسسة أو باستقلال عنه لارتباطها بنطاق محدود مثل مشروع القسم أو مشروع النادي التربوي، أو المشروع الرياضي للمؤسسة.
ولضمان انسجام مختلف هذه المشاريع وتكاملها، يتولى المجلس التربوي للمؤسسة مهام التنسيق والتتبع والتقويم لمختلف الأنشطة التربوية المقترحة في إطار هذه المشاريع ، ويمكن لهذا المجلس، عند بداية كل سنة دراسية، إعطاء توجيهات تنظيمية لمختلف الفاعلين والشركاء المنخرطين في الحياة المدرسية قبل إعدادهم لمشاريعهم، مع ترك حرية اختيار المضامين لهؤلاء، ومطالبتهم بإدراج أنشطة لتخليد الأيام الدينية والوطنية والعالمية التي يختارونها وتتناسب مع مشاريعهم وبرامجهم.
وينكب المجلس التربوي بعد ذلك على دراسة مشاريع الأندية، والأقسام، والمتعلمين... وإدراجها ضمن مشروع التنشيط التربوي للمؤسسة، مع اختيار الأيام التي ينبغي تخليدها على صعيد المؤسسة، بمشاركة مختلف الفاعلين والشركاء المنخرطين في الحياة المدرسية، مع مراعاة تغطية مختلف الأصناف بانتظام زمني مناسب.
1.1 المشروع الفردي للمتعلم
يمكن للمتعلمين ذوي اهتمامات خاصة أن يشتغلوا عليها في إطار مشاريع فردية، تحت إشراف أطر التوجيه التربوي، أو المدرسين، أو الإداريين، أو متدخلين آخرين، على أن يتمكنوا من تقديم نتائج أنشطتهم لزملائهم بالقسم أو المؤسسة.
2.1 مشروع القسم
يقوم مدرس أو مدرسو القسم، بتأطير المتعلمين، في إنجاز المشروع، بحيث يتمتع هؤلاء بحرية اختيار المشاريع وتخطيطها وإعدادها وتتبعها وتنفيذها، ويقتصر دور المدرسين على التوجيه والإرشاد، وتوفير الظروف المواتية لإنجاز المشروع الذي يتصف بالطابع التربوي والعملي، ويركز على موضوع محدد في مجال من مجالات الأنشطة المندمجة.
3.1 مشروع النادي التربوي
من خصائص الأندية أنها تشكل ملتقى لمجموعات المتعلمين حسب الميول والاهتمامات، حيث لكل ناد مركز اهتمام واضح، وهو ما يتيح مراعاة الفروق الفردية وحاجات المتعلمين ومواهبهم ومراعاة الخصوصيات المحلية أيضا. ويبرمج النادي أنشطته وينفذها في إطار مشروع النادي الذي يحدد الأهداف انطلاقا من تحليل وضعية المشكل في مجال اهتمامه، ثم يختار الأنشطة ويضع لها جدولا زمنيا للإنجاز مع مراعاة الحاجات المتوفرة أو الممكن توفيرها.
4.1 المشروع الرياضي للمؤسسة
يسهر مكتب الجمعية الرياضية المدرسية بالمؤسسة على إعداد وتطبيق المشروع الرياضي للمؤسسة، وذلك تحت إشراف المجلس التربوي وبتنسيق مع مفتشي التربية البدنية والرياضية المسندة إليهم مهام الإشراف التربوي على هذه المؤسسة، وذلك في انسجام مع برنامج النشاط الرياضي المدرسي الوطني من جهة، وفي تناغم وتكامل مع باقي المشاريع التربوية بالمؤسسة. ويمر إنجاز المشروع الرياضي للمؤسسة إجمالا بالمراحل التالية:
*تشخيص حالة المؤسسة ماديا وبشريا ورياضيا؛
*برمجة النشاط الرياضي للمؤسسة، وتحديد الأنشطة الرياضية المزمع مزاولتها؛
*تقويم المشروع الرياضي للمؤسسة واستخلاص النتائج في أفق التطوير والتحسين.
5.1 مشروع المؤسسة
يعتبر مشروع المؤسسة إطارا ومقاربة وآلية، يأخذ بعين الاعتبار الخصوصيات والحاجات المحلية للمؤسسة وروادها، ويتشكل من مجموعة من العمليات المرتبطة والمتناسقة والمتكاملة، والمتمحورة حول هدف أو عدة أهداف، والتي يراد بها تحسين فعالية المؤسسة ونجاعة خدماتها والرفع من جودتها. ومن أجل اعتماد هذه المقاربة، يمكن الاستئناس بدليل مشروع المؤسسة الذي يتضمن كل ما يتعلق بالمشروع من أسس مرجعية مؤطرة، ومنهجية إعداد وإنجاز وتتبع وتقويم.
يختلف مشروع المؤسسة عن المشاريع السابقة (مشروع المتعلم، مشروع القسم، مشروع النادي، المشروع الرياضي للمؤسسة...)، التي تترك فيها الحرية للمتعلمين لتنسيق المشاريع انطلاقا من رغباتهم، بكونه ينبني على تشخيص شامل لواقع المؤسسة التعليمية، يمكن من تحديد الأولويات، ووضع برامج تشمل جوانب التعلم، وكذا الجوانب التنظيمية والتدبيرية. وتجدر الإشارة إلى أنه ينبغي للمشاريع الخاصة بالقسم أو النادي، وكذا المشروع الرياضي أن تندرج ضمن مشروع المؤسسة.
2. على مستوى المصالح الإقليمية والجهوية والمركزية
تقوم المصالح الإقليمية والجهوية والمركزية بتتبع ومواكبة ودعم وتقويم الآليات التي تعتمدها المؤسسة لتفعيل الحياة المدرسية بناء على خصوصياتها المحلية، وعلى حاجات مختلف المعنيين بأنشطتها.
1.2 الدعم والتتبع
وذلك من خلال دعم مشاريع المؤسسة التعليمية، بالسهر على إعدادها وتنفيذها تشخيصا، ومساعدة مادية وتقنية، ومساعدة على القيادة بوضع لوحة قيادة ترتكز على مؤشرات تتبع عملية.
2.2 برنامج العمل الإقليمي والجهوي
يعكس التوجهات الوطنية، ويتأقلم مع سياسة اللامركزية واللاتمركز، ويتم إعداده بتنسيق مع ممثلي المصالح المركزية والشركاء الرئيسيين بالإقليم والجهة. وينبغي تأسيسه على الحاجات الفعلية للمؤسسات التعليمية، ويمكن أن يتخذ شكلا موضوعاتيا حسب الظواهر المرصودة انطلاقا من مشاريع التنشيط التربوي التي يتوصل بها من المؤسسات التعليمية قبل منتصف شهر أكتوبر، والتي تقوم على أساسها المصالح الإقليمية والجهوية المكلفة بالحياة المدرسية ببرمجة:
*التكوينات اللازمة لفائدة المؤطرين حسب طبيعة المشاريع والمجالات؛
*منتديات إقليمية وجهوية ومسابقات وتظاهرات احتفالية لتخليد بعض الأيام الوطنية والدولية التي أدرجتها أغلب المؤسسات في مشاريعها التربوية.
3.2 برنامج الأنشطة ذات الطابع الوطني
يتم على المستوى المركزي إعداد برنامج الأنشطة ذات الطابع الوطني يتأسس على برامج التنشيط الجهوية، ويساير التوجهات الوطنية في مجال التربية والتعليم، ويمكِّن من تحقيق الانسجام بين مختلف المتدخلين في المنظومة التربوية وشركائها، وتعبئتهم وتحفيزهم، مع توفير الإمكانات البشرية والمادية والمالية الكفيلة بتحقيق الأهداف التربوية المنشودة.
ومواكبة لهذا البرنامج الوطني، تقوم المصالح المركزية المكلفة بالحياة المدرسية، بتنسيق مع شركائها، بتنظيم تكوينات وطنية لفائدة المؤطرين حسب طبيعة المشاريع والمجالات، وكذا منتديات وطنية ومسابقات وتظاهرات احتفالية لتخليد بعض الأيام الوطنية والدولية التي أدرجتها أغلب الجهات في برامجها التربوية.
4.2 القيادة الجيدة
من خلال اعتماد العمل الجماعي من أجل بناء الاستراتيجيات، وبرامج العمل، وإعداد التقارير، وتبادل المعلومات، بين المنسقين على جميع المستويات. وفي هذا الصدد ينبغي بناء تصور مشترك، وضمان تكوينات حول القيادة التربوية التشاركية، وإعداد وسائل القيادة، وتمكين المؤسسات التعليمية والنيابات والأكاديميات منها.
وفي هذا الصدد، يتم تشكيل وتفعيل شبكة من المنسقيات على المستوى الإقليمي والجهوي والمركزي، تتكون من المسؤولين عن المصالح المعنية بالحياة المدرسية، ومن المفتشين التربويين، وممثلي الشركاء... يُعهد إليها تفعيل الحياة المدرسية بالمؤسسات التعليمية من خلال وضع الاستراتيجيات والتوجهات والبرامج، والسهر على تتبعها وتقويمها، وكذا تنظيم الدورات التكوينية اللازمة لمختلف المتدخلين.
وتوخيا للمرونة والسرعة والسهولة في التواصل بين مختلف التنسيقيات المركزية والجهوية والإقليمية، ينبغي اعتماد تقنيات التواصل الحديثة (البريد الإلكتروني...) مع استغلال وإغناء البوابة الإلكترونية الوطنية الخاصة بالحياة المدرسية.
وتقوم هاته التنسيقيات بتقديم برامج عملها بداية كل سنة دراسية، وكذا تقرير تركيبي عن أنشطتها نصف السنوية، معززا بأهم الإنجازات والإشارة إلى أهم الإكراهات والصعوبات وكذا المقترحات العملية لتجاوزها، إلى المسؤولين عن نيابات الوزارة على المستوى الإقليمي؛ وعن الأكاديميات على المستوى الجهوي؛ وعن الحياة المدرسية على المستوى المركزي. ويتم على كل مستوى من المستويات الثلاثة، وفي كل مجال من مجالات الأنشطة، إنجاز تقويم لمختلف البرامج التنشيطية، والذي يتم على أساسه تطوير الأنشطة المبرمجة، وتعميم المتميزة منها على مختلف المؤسسات، وكذا اتخاذ الإجراءات المناسبة لتخطي الصعوبات والإكراهات المرصودة.