تدبير جودة الحياة المدرسية
الإيقاعات المدرسية
يشير مفهوم الإيقاعات المدرسية إلى تنظيم وتدبير الحصص السنوية والأسبوعية واليومية لأنشطة المتعلم الفكرية والمهارية والعلائقية، بحيث يراعي هذا التنظيم الصحة الجسمية والنفسية للمتعلم، والأوقات المناسبة للتعلم.
ويقتضي تدبير الإيقاعات المدرسية للمتعلم تفعيل دور المؤسسة التربوية، وتمكينها من هامش الحرية الذي يتيح لها التصرف في الأحياز الزمنية، بحيث تحقق التفاعل الإيجابي مع محيطها المباشر بمكوناته المختلفة، من آباء ومؤسسات اقتصادية واجتماعية، وهيئات المجتمع المدني وغيرها، بشفافية وديمقراطية، وباستحضار المعطيات العلمية والدراسات المحلية. علما أن هذا ينبغي أن يستجيب أولا وأخيرا لحاجات المتعلم الجسمية والنفسية
والمدرسية والسوسيو ثقافية، بصفته المستهدف من الخدمة التي تقدمها المؤسسة التعليمية. وينبغي على الإدارة أن تتدخل بكامل صلاحياتها، وبكامل الصرامة التي تستلزمها مصلحة المتعلمين، من أجل تبني استعمالات زمن وجداول حصص تخدم هذا الغرض وتضمن تنفيذ الغلاف الزمني المقرر كاملا غير منقوص.
1. تنظيم السنة الدراسية
مراعاة لمتطلبات الحياة الاجتماعية والاقتصادية لمحيط المؤسسة، لزم تنظيم السنة الدراسية تنظيما موحدا يحقق الانسجام بين مختلف الأسلاك التعليمية، ويسمح في الوقت نفسه للسلطات التربوية الجهوية باتخاذ الإجراءات المناسبة دون إخلال بالتنظيم العام للسنة الدراسية الذي يتم تحديده بمقرر وزاري سنوي:
*تنظم السنة الدراسية بشكل مرن يراعي الخصوصيات والظروف الطبيعية والمناخية والاقتصادية، بحيث يُسمح بالتوقف الاضطراري عن الدراسة أو تعديل الجدول الزمني السنوي للدراسة، مع التعويض في الأوقات الملائمة، دون إخلال بالغلاف الزمني الإجمالي، وبتنسيق مع السلطات التربوية المعنية؛
*مراعاة الإكراهات البيداغوجية والنفسية والمؤسسية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية والجغرافية في التنظيم السنوي والأسبوعي واليومي للأنشطة؛
*تستثمر حصص الدعم وفقا لتخطيط دقيق يأخذ بعين الاعتبار نتائج التقويم، والحاجات الفعلية لمختلف فئات المتعلمين، وبما يدمج التعلمات السابقة في وضعيات جديدة مركبة تعطي معنى للتعلم وتربطه أكثر بالحياة؛ وينبغي أن يتم هذا وفق توزيع ملائم للزمن وللمتعلمين؛
*يخصص الأسبوع ما قبل كل امتحان موحد لحصص الدعم؛
*تعتبر فترة الإعداد للسنة الدراسية والأيام المخصصة لعقد المجالس في الفترات البينية وقفات يتم خلالها تقويم أعمال ونتائج الفترات السابقة وبرمجة أنشطة الفترات الدراسية اللاحقة.
2 . تنظيم الأسبوع الدراسي
يحدد التوقيت المدرسي اليومي والأسبوعي من لدن السلطة التربوية الجهوية، وتبعا لمسطرة محددة وواضحة تأخذ بعين الاعتبار ما يلي:
*ملاءمة الإيقاعات المدرسية للخصوصيات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية المحلية والجهوية (الأسواق الأسبوعية، المواسم الفلاحية،...) في انسجام مع التوجهات الوطنية؛
*الاستثمار الإيجابي للمدد الزمنية التي يقضيها المتعلم بعيدا عن الأسرة، خاصة في المناطق التي يبعد فيها موقع المؤسسة عن السكن؛
*المعالجة الملائمة للجهد والوقت المبذول لتنقل بعض المتعلمين بين البيت والمؤسسة، بما لا يضر بالأغلبية وبما يضمن حقوق الأقلية، وهذا ينبغي أن يكون موضوع اجتهادات متجردة عن المصالح الخاصة، تضع مصلحة المتعلمين فوق كل اعتبار؛
*احترام المميزات الجسمية والنفسية والفكرية والمعرفية للمتعلمين في كل مرحلة معينة، ومراعاة التدرج، من بداية الأسبوع إلى نهايته، بشكل يتيح للمتعلم الاستعمال الأمثل لإمكاناته الجسمية والذهنية؛
*برمجة الأنشطة الفصلية والمندمجة في الأوقات الملائمة من الناحيتين البيداغوجية والعملية، والتي يكون فيها المتعلم مهيئا لبذل المجهود الذي يقتضيه إنجازها، مع مراعاة تنوع الفضاءات لتجنيب المتعلم قضاء ظرف زمني مطول في وضعيات وأنشطة رتيبة:
*يعرف مستوى الانتباه استقرارا نسبيا خلال اليوم لدى المتعلمين الأكبر سنا (ابتداء من 10 سنوات)؛
*يصل الانتباه إلى أعلى مستوى يوم الخميس ويوم الجمعة صباحا، في حين يسجل أدنى مستوى يوم الاثنين صباحا؛
*يرتفع الانتباه بشكل ملموس بعد مرور حوالي ساعة ونصف من انطلاق الحصة الصباحية، ويضعف عموما بعد الزوال مع ارتفاع طفيف حوالي الساعة الرابعة، مما يقتضي تركيز الدراسة في الفترة الصباحية أكثر من الفترة المسائية
*احترام الغلاف الزمني المخصص للبرامج، والتزام المدرسين بتنفيذه بشكل تام؛
*استشارة المجلس التربوي، في إعداد استعمالات الزمن، علما أن للإدارة صلاحية اتخاذ القرار. وينبغي أن تتخذ الترتيبات والاستعدادات المرتبطة بهذا المجال في الوقت الملائم، حتى تتيح الفرصة للتنسيق والاستشارة والتشاور بين مختلف الأطراف قبل اتخاذ أي قرار. وهذا يقتضي التخطيط القبلي للسنة الدراسية الموالية، عبر
إعداد مشروع متكامل، والمصادقة عليه من طرف الجهات المختصة، علما أن إمكانية تحيينه وتعديله تظل دائما واردة تبعا لتجدد المعطيات؛
*إدراج حصص الأنشطة المندمجة في استعمالات زمن المتعلمين وجداول حصص المدرسين كلما أمكن ذلك؛
*الحرص على تباعد حصص نفس المادة خلال الأسبوع؛
*يستحسن تخصيص أكثر من نصف يوم في الأسبوع لأنشطة الجمعية الرياضية المدرسية حتى يتسنى إشراك أكبر عدد ممكن من المتعلمين فيها، وضمان حسن استغلال التجهيزات والملاعب المتوفرة ؛
*إدخال التعديلات اللازمة، من طرف النيابة الإقليمية، على تنظيم الزمن الدراسي بناء على نتائج تقويم التعلمات، وعلى آراء هيئة الإشراف التربوي، وآباء وأولياء المتعلمين، وممثلي الأقسام من المتعلمين، خاصة بالتعليم الثانوي، تعويدا لهم على اتخاذ القرار والمشاركة الفعالة في الشأن التربوي، وذلك كلما تبين أن هناك هدرا في الزمن المعمول به.