تعريف القراءة المقطعية
تعد هذه الطريقة وسطى بين الطرق الجزئية والكلية؛ حيث تحاول تعليم المتعلمات والمتعلمين القراءة بتقديم وحدات لغوية أكبر من الصوت اللغوي (الحرف)، ولكنها أقل من الكلمة، وتنبني أصولها على مقاطع الكلمات، واعتبارها وحدات لغوية؛ لأن الكلمات في العربية – في الغالب - تتألف من مقطعين أو أكثر، وسميت هذه الطريقة بالمقطعية لكون المتعلمات والمتعلمين يتعلمون بها جملة من المقاطع، ثم يقومون بتركيب كلمات من هذه المقاطع؛ ولذلك يمكن اعتبارها طريقة تركيبية – تحليلية
لماذا القراءة المقطعية؟
لأنها تمكن المتعلمات والمتعلمين من المقروء عبر آليات للاستماع والفهم والنطق السليم، والربط بين المنطوق والمكتوب.
وتعتمد القراءة المقطعية عدة مفاهيم مركزية نذكرمنها ما يأتي:
* الوعي الصوتي: إدراك أن الكلمة المنطوقة هي سلسلة من الوحدات الصوتية الصغيرة، (صوامت وصوائت).
* التطابق الصوتي الإملائي: أي القدرة على ربط الوحدة الصوتية بشكلها الخطي بين المنطوق والمكتوب. (رحمة/رحمت . بسيطة/ بصيطة)
* الطلاقة: أي القدرة على القراءة الدقيقة والصحيحة والسريعة والفاهمة إضافة إلى التعبير الصوتي.
* تنمية المفردات: أي مهارة تهدف إلى تنمية المعجم الذهني عند المتعلمة والمتعلم عبر معرفة كلمات جديدة.
* الفهم القرائي: أي جعل المتعلمة والمتعلم قادرين على فهم معاني النص واستيعابها.
محاورالقراءة المقطعية؟
المحور الأول : محور الوعي الصوتي
تركز المقاربة المقطعية في شقها الأول على تعرف المقاطع الصوتية والوعي بها واستعمالها، باعتبارها مكونات لا يمكن الاستغناء عنها في سير تعلم القراءة. ولذلك تسعى الطريقة المقطعية إلى تنمية الوعي الصوتي لدى المتعلمات والمتعلمين، حيث يمكنهم من الوعي بالمكونات الصوتية للوحدات اللغوية ومن امتلاك القدرة على الربط بين المنطوق والمكتوب، ثم الربط بين مجموع القطع المكونة للكلمة الواحدة.
ويقود هذا الوعي الصوتي متى تحقق إلى إدراك عميق لكل مكونات الوحدات اللغوية: (صوامت) حروف، و(مصوتات) حركات، و(أشباه صوامت) حروف العلة و- ا- ي، و(المقاطع) تأليفات متنوعة بين مختلف القطع.
المحور الثاني: تنمية الرصيد اللغوي
تركز المقاربة المقطعية في محورها الثاني على استثمار النصوص القرائية لتنمية الرصيد اللغوي وتعزيز الوعي الصوتي، واكتساب القيم الإيجابية، وتنمية ميول المتعلمة والمتعلم إلى القراءة وتهذيبها.
يتيح استثمار النصوص تحقيق ما يأتي:
* يمتلك المتعلمون والمتعلمات اللغة العربية الفصيحة ويستعملونها بطريقة عفوية وفريدة من نوعها.
* يكتسبون، انطلاقا من هذه النصوص المقروءة، جملا عربية فصيحة وميسرة يستعملونها بطريقة سلسة ومعبرة.
مفهوم المقطع الصوتي:
يعرف المقطع الصوتي بكونه كتلة صوتية يمكن أن تنطق دفعة واحدة منفصلة ومستقلة عما قبلها وما بعدها، ويمكن التعبير عنه بالكتابة الصوتية، والكتابة الصوتية هي تحويل مقاطع الكلمة إلى رموز صوتية تتكون من (ص/ ح) حيث تتكون الكلمة من صوامت(حروف) ويرمز لها ب(ص) وتتكون أيضا من حركات ويرمز لها ب(ح) المقطع بشكل أوضح مكون عادة من وحدات أصواتية، جرى نظام اللغة العربية على أن تكون مزيجا من صوامت وحركات كما سبق ، لكن بالشروط الآتية:
* أن يبدأ بصامت واحد .
* أن يثنى بحركة .
وتتألف الكلمة في العربية سواء كانت اسما أو فعلا ، مجردة أو مزيدة من مقاطع منتظمة الفونيمات (الصوامت / الحروف)، مميزة واضحة المعالم في السمع مما يساعد في تحديد الدلالة في المنظور اللغوي .
إذا يتضح من هذا التعريف أن المقطع الصوتي عبارة عن مجموعة من الأصوات اللغوية تشتمل على حركة واحدة أو نغمة واحدة ، كما يمكنها أن تحمل درجة واحدة من النبر، والنبر هو الضغط على مقطع معين من الكلمة ، ليصبح أوضح في النطق من غيره لدى السمع.
خصائص المقطع الصوتي:
يتميز المقطع الصوتي العربي بمجموعة من الخصائص منها:
1. لا وجود للمقطع الصوتي في اللغة العربية دون وجود حرف متحرك فيه
2. الحرف المضموم أو المفتوح أو المكسور يعتبر مقطعا صوتيا واحدا مثل: يَـ / صِـ / لُ : يصل
3. الحرف العربي من أحواله أن يكون ساكنا، في هذه الحالة يشكل مع الحرف الذي قبله مقطعا صوتيا، مثال :
(يكتب) يَكْـ /تُـ / بُ
4. الحرف المتحرك قبل المد ( الواو والياء والألف) يشكل مع المد مقطعا صوتيا دا- دو- دي- با- بو- بي
5. الحرف المشدد يفك إدغامه إلى حرفين، الأول ساكن، والثاني متحرك، الحرف الأول الساكن يشكل مع الحرف المتحرك قبله مقطعا صوتيا واحدا مدَّ : مـدْ / دَ شكّ: شـكْ /كَ
6. اللام القمرية مع همزة الوصل قبلها يعتبر مقطعا صوتيا واحد أي ( ال ) إذا كانت اللام قمرية الفصل: ال/ فص/ ل
7. الحرف المشدد بعد اللام الشمسية مع همزة الوصل قبلها يعتبر مقطعا صوتيا واحدا: الرَّ - الرّسول / السِّ -السّراط / الصُّ - الصّم
8. التنوين : الحرف المنون يعتبر مقطعا صوتيا واحدا مثل علمٌ: ع / ل / مٌ
بناء وتنمية مهارة الوعي الصوتي
الإحاطة بالكتابة المقطعية رهينة بالتمكن من الوعي الصوتي للحروف والحركات (الصوامت والصوائت ) والتي تشكل المقاطع الصوتية وهي أساس بناء الكلمات. وتنمية الوعي الصوتي تعتمد على مجموعة من المهارات وهي مرتبة حسب مبدإ التدرج والحدوث:
1. التمييز : يتحقق من خلال نشاط تعلمي يقوم به المتعلم (أميز) بمساعدة المؤطر، إذ يتم تمييز عدد المقاطع المكونة للكلمات انطلاقا من أسماء المتعلمين، ثم كلمات صور الكتاب المقرر عن طريق العد شفهيا بحركات مناسبة لذلك كالنقر على السبورة، أو التصفيق، أو المشي خطوة خطوة أو العد بالإشارات المختلفة مثال: كلمة خديجة أربع تصفيقات أربع مقاطع صوتية
2. التقطيع: من خلال نشاط تعلمي (أقطع) يتم تجزيء الكلمة إلى مقاطع صوتية على السبورة مع الحرص على تلوين الحرف أو المقطع الصوتي موضوع الدرس بلون مغاير مثال كلمة خديجة: خديجة -خ/ دي / ج /ة/ تتكون من أربعة مقاطع صوتية.
3. العزل : يتم هذا النشاط التعلمي (أعزل) التعرف على الوحدات الصوتية التي تكون الكلمة وتتضمن الصامت موضوع الدرس، مثلا الصامت [ ب]: - شجرة - كلب - بدأ - يحبس - باب - حمام - يكتب ، وأطلب من المتعلمين عزل الصامت [ب] حسب موقعه في الكلمات
4. التصنيف: في هذا النشاط التعلمي ( أصنف) يقوم المؤطر بمساعدة المتعلمين على تصنيف الوحدات الصوتية أو المقاطع الصوتية بناء على أسئلة موجهة تناسب طبيعة النشاط التعلمي حول الكلمات السابقة من قبيل: ما الكلمات التي تبتدئ بصامت الباء ( بدأ - كتاب - باب ) ما الصامت الذي يوجد في نهاية الكلمة و لا يوجد في بدايتها ( كلب- يكتب) ثم كذلك نصنف الكلمات التي لها نفس القافية في نهايتها مثلا( يلعب - يذهب- يكتب– يندب)
5. التركيب: هذا النشاط التعلمي (أركب) ينجز دائما بإشراك المتعلمين، إما انطلاقا من الكلمات المقطعة سلفا، أو اقتراح كلمات جديدة مقطعة فيطلب من المتعلمين إعادة تركيبها لتكوين كلمة مثال:
بحر = تقرأ مقطعة بح ر، ثم تركب كلمة واحدة (بحر)
سعيد = س عي د، ثم تركب منها كلمة (سعيد)
6. الحذف: هذا النشاط التعلمي (أحذف) يقصد إزالة مقطع صوتي من كلمة مسموعة، أ و مقروءة من لدن المستفيد بتوجيه من المؤطر فنحصل على كلمة جديدة. مثلا:
كمال : نحذف المقطع الصوتي – ك_ فنحصل على كلمة جديدة ( مال)
جمال: نحذف المقطع الصوتي – ج- فنحصل على كلمة جديدة ( مال)
7. الإضافة: هذا النشاط التعلمي ( أضيف ) يقصد تشكيل كلمة جديدة عن طريق إضافة مقطع صوتي إلى الكلمة الأصلية. مثلا الكلمة « ماء » إذا أضفنا إليها المقطع الصوتي [س] فإنه تتشكل كلمة جديدة وهي (سماء) يقرأها المستفيد بمساعدة المؤطر.
8. التعويض: يتحقق بهذا النشاط التعلمي(أعوض) حين يطلب المؤطر من المتعلم تعويض مقطع صوتي بمقطع آخر محدد أو مختار من مجموعة مقاطع لتكوين كلمة جديدة مثلا:
رمال :[ر] مقطع صوتي يعوض بمقطع صوتي آخر [ج] فنحصل على كلمة جديدة (جِمال)