جدتي والدراجة
جاءت عطلة الربيع، وقررت أسرتي قضاء الإجازة في منزل جدتي عائشة بقرية بجبال الأطلس المتوسط. جمعنا كل ما يلزمنا، ولم أنس دراجتي الزرقاء التي نحبها أنا وجدتي عائشة.
كانت السماء زرقاء صافية، والعصافير تزقزق فوق الأغصان. وصلت بنا السيارة إلى القرية. كانت جدتي عائشة تقف أمام باب المنزل في استقبالنا. نزلت والدتي تحمل أختي الصغيرة، ونزل والدي. أما أنا، فقد انطلقت نحو الحظيرة حيث الطيور والدجاج والقطط والأرانب والخراف الصغيرة.
صباح اليوم الثاني، قررنا أنا وجدتي أن نذهب في نزهة على الدراجة باتجاه منبع نهر «أم الربيع» القريب من المنزل. أعدت جدتي بعض الفواكه. ولما خرجت قطبت حاجبيها، وسألت: «ما هذه الخوذة التي تضعها فوق راسك يا أحمد؟» أجبت: «هذه الخوذة لحماية الرأس يا جدتي». قالت: «إنها فكرة رائعة!» ثم دخلت إلى المنزل وعادت مبتسمة. نظرت إليها متسائلا: «ما هذا الذي تضعينه فوق رأسك يا جدتي؟!» ردت قائلة: «لقد أعجبتني خوذتك. أظن أن هذه القبعة قد تحمي رأسي أيضا».
عندما وصلنا إلى منعطف، حاولت الالتفاف فانحرفت دراجتي عن الطريق، وارتطمت بصخرة كبيرة. طرت في الهواء، ولمحت جدتي تطير في الهواء أيضا. وقفت وسألتني: «هل أنت بخير يا أحمد؟» قلت: «نعم يا جدتي، وأنت؟» أجابته: «أنا بخير والحمد لله».
عانقت جدتي وقلت لها:
«عندما تأتين لزيارتنا في المدينة يا جدتي، سنذهب إلى السوق لشراء خوذة لك! »
أجابت جدتي: «ولكني أريدك أن تترك لي دراجتك الزرقاء هنا، لأن الخوذة وحدها لا تكفي». ضحكنا أنا وجدتي، وتابعنا النزهة باتجاه منبع أم الربيع.
لتحميل حكاية جدتي والدراجة المستوى الثالث مكتوبة بصيغة وورد WORD من هنا